اعتقلت الشرطة الإيطالية، 19 من كبار مشجعي ناديي إنتر ميلان وإيه سي ميلان، للاشتباه في ارتباطهم بمنظمة المافيا "ندرانجيتا"، في خطوة أثارت ضجة كبيرة في الأوساط الرياضية والإجرامية. وجاءت هذه الاعتقالات بعد تحقيقات واسعة كشفت عن تورط روابط المشجعين في أنشطة إجرامية متعددة حول ملعب سان سيرو، الذي يتقاسمه الناديان.
ووفقاً لما ذكرته وكالة "رويترز"، يشتبه في أن هؤلاء المشجعين قد استخدموا روابطهم بالناديين لتسيير عمليات احتيال تشمل إعادة بيع التذاكر بشكل غير قانوني، بالإضافة إلى إدارة وحماية أكشاك المشروبات ومواقف السيارات المحيطة بالملعب. وأشار المدعي العام الوطني لمكافحة المافيا والإرهاب، جيوفاني ميليلو، إلى أن "هذا التحقيق يفتح أعيننا على مخاطر نفوذ المافيا في الملاعب الرياضية".
التحقيق كشف عن كيفية تحول روابط المشجعين إلى عصابات منظمة تسعى إلى تعظيم أرباحها غير المشروعة، مستخدمة نفوذها في الضغط على المسؤولين واللاعبين داخل الناديين للحصول على كميات كبيرة من التذاكر لإعادة بيعها بطريقة غير قانونية. وأكد المدعي العام في ميلانو، مارسيلو فيولا، أن إنتر ميلان وإيه سي ميلان هما الطرفان المتضرران من هذه الفضيحة، حيث وُضع الناديان في موقف الضحية أمام استغلال هذه العصابات.
في بيان رسمي، أعرب نادي ميلان عن استعداده للتعاون الكامل مع السلطات في التحقيقات الجارية، بينما لم يصدر أي تعليق رسمي من نادي إنتر ميلان حتى الآن.
وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من القبض على زعيم رابطة مشجعي إنتر ميلان، أندريا بيريتا، المتهم بقتل أحد كبار الشخصيات في مافيا ندرانجيتا، وهو أنطونيو بيلوكو. وأشارت التحقيقات إلى أن روابط مشجعي الناديين رغم تنافسهما الرياضي الشرس، أبرمت اتفاقاً بعدم القتال من أجل تعظيم الأرباح غير المشروعة، ما يسلط الضوء على ضرورة تغيير عقلية المشجعين في التعامل مع هذه القضايا.
وقال المدعي العام في ميلانو، باولو ستوراري، في المؤتمر الصحفي: "إذا لم يتم تغيير الطريقة التي تدار بها هذه الأمور، فإن الأشخاص الذين تم اعتقالهم اليوم سيتم استبدالهم بآخرين يرتكبون نفس الجرائم".