استطاع المدرب الألماني هانز ديتر فليك أن يقلب التوقعات رأسًا على عقب بعدما شكك الكثيرون في أسلوبه الهجومي الجريء، والذي يعتمد على دفاع متقدم ومصيدة تسلل صارمة. في البداية، كانت التوقعات تشير إلى أن فليك سيواجه سقوطًا مدويًا أمام فرق كبرى مثل بايرن ميونخ وريال مدريد، خاصة أن نهجه المليء بالمخاطرة قد يكلف فريقه أهدافًا باهظة الثمن.
لكن فليك أثبت العكس، وأصر على استراتيجياته المتقدمة، مقدماً أداءً فريدًا في كل مباراة وفق متطلبات الخصم. ففي مواجهة بايرن ميونخ، اعتمد برشلونة على التحولات السريعة، تاركاً الاستحواذ للفريق البافاري. ومع ذلك، تمكن من تسجيل هدفيه الثالث والرابع من كرات طولية ولعب مباشر، بينما قطع لاعبوه مسافات تزيد عن منافسيهم، ليُظهروا قدرتهم على التفوق البدني والفني.
أما في "الكلاسيكو" أمام ريال مدريد، فكان دفاع فليك أكثر إبداعًا، حيث طبّق لاعبوه مصيدة التسلل بشكل استثنائي. وتمكن المدافعون إنييغو مارتينيز، باو كوبارسي، أليخاندرو بالدي، وجول كوندي من إيقاع لاعبي ريال مدريد في التسلل 12 مرة، بما في ذلك 10 حالات للفرنسي كيليان مبابي.
اليوم، يستحق هانز ديتر فليك الإشادة على شجاعته وثقته في أسلوبه، فهو لم يثبت فقط جدارته في مواجهة الانتقادات، بل استطاع أن يحقق نتائج مذهلة أمام خصومٍ من العيار الثقيل.