أمسك جيرمين ديفو بمئات أيادي الأطفال الصغيرة أثناء نزوله إلى الملاعب قبل انطلاق المباريات المهمة.
ولكن في أيلول ٢٠١٦ عندما دخل طفل ضعيف البنية يبلغ من العمر ستة أعوام إلى غرفة تغيير الملابس الخاصة بفريق سندرلاند قبل مباراة الفريق أمام إيفرتون يقول ديفو، الذي يتذكر ما حدث آنذاك: "ركض برادلي نحوي وجلس في حضني، وبدأنا نتحدث سوياً عن حذائي. كنا نتواصل بشكل مستمر. من الصعب شرح ذلك، لكن الأمر في تلك اللحظة كان مختلفاً وسحرياً".
تكونت صداقة قوية بين الاثنين، واستمرت حتى وفاة برادلي لوري نتيجة إصابته بورم الخلايا البدائية العصبية، وهو سرطان نادر يصيب الأطفال.هذه الواقعة أثرت على ديفو وقلبت حياته رأساً على عقب، وتحول الولد المشاغب الى انسان آخر، ولا يزال متأثرا بشدة بالعلاقة القصيرة، لكن القوية، مع برادلي، والتي يتم تسليط الضوء عليها في الفيلم الوثائقي الجديد الذي يحمل اسم "ديفو: من أجل حب اللعبة"، والذي سيتم إصداره قريباً، والذي يتناول حياة المهاجم الإنكليزي السابق داخل وخارج الملعب. وسيتم عرض الفيلم في المملكة المتحدة لليلة واحدة فقط في ٢٩ شباط الحالي، ويقدم نظرة على أكثر من ٣٠٠ هدف سجلها ديفو خلال مسيرته الكروية التي استمرت ٢٣ عاماً، والتي دافع خلالها عن ألوان أندية وستهام وبورنموث وتوتنهام وبورتسموث وتورونتو وسندرلاند ورينجرز.
وعلى الرغم من سجله الاستثنائي في تسجيل الأهداف وهز الشباك، فإن ديفو كان يجد صعوبة في تقبل تلك الانتكاسات والخسائر على المستوى الشخصي والعائلي، لا سيما بعد مقتل أخيه غير الشقيق، جايد، بعد هجوم وحشي في ليتونستون بشمال لندن، ووفاة والده جيمي بعد إصابته بالسرطان عن عمر يناهز ٤٧ عاماً. وبعد ذلك، تأثر ديفو بشدة بوفاة ابنة عمه، هانا، عن عمر يناهز ٢٠ عاماً بسبب الصعق بالكهرباء بعد أن قفزت إلى حمام السباحة أثناء قضاء عطلتها في سانتا لوتشيا. ولم يبدأ في التصالح مع ذاته إلا بعد لقائه برادلي. ويتولى ديفو، البالغ من العمر الآن ٤١ عاماً، الاشراف على فريق توتنهام تحت ١٨ عاماً.
تأثير برادلي جعل ديفو يعمل على إنشاء مؤسسته الخيرية التي تساعد الشباب المشردين والمحرومين في منطقة البحر الكاريبي والمملكة المتحدة. ونتيجة لهذه الجهود الخيرة، حصل ديفو على وسام الإمبراطورية البريطانية في عام ٢٠١٨.