شهد الدوري الإنكليزي الممتاز في العامين الأخيرين قفزة نوعية في مستوى الأداء، حيث بدأت الأندية تتجه نحو استقطاب مدربين يعتمدون على الأفكار التكتيكية المبتكرة بدلاً من التعاقد مع أسماء رنانة فقط. هذا التحول أضفى نكهة جديدة على المباريات، جعلت من المتابعة تجربة أكثر متعة وإثارة.
يعد المدرب الأسترالي أنجي بوستيكوغلو من أبرز المدربين الذين تركوا بصمة في أسلوب اللعب الممتع والسريع، حيث يقوم فريقه بالضغط المتواصل لاستعادة الكرة بسرعة، ويعتمد على الدفاعات الضاغطة بفعالية كبيرة حسب إحصائيات الـPPDA (عدد التصرفات الدفاعية مقابل تمريرات الخصم)، ما يجعله من الفرق الأعلى ضغطاً في العالم. كما أن الفريق يمتلك سرعة هجومية تتفوق حتى على نمط مانشستر سيتي، مع استغلال مثالي للأظهرة والاختراق من العمق والأطراف.
من ناحية أخرى، تألق ليفربول تحت قيادة المدرب الهولندي أرني سلوت بأفكاره الذكية في الخروج بالكرة وتوظيف لاعبين مثل راين غرافنبرغ وأليكسيس ماكاليستر. يُظهر غرافنبرغ مرونة كبيرة في استلام الكرة والخروج بها بذكاء، بينما يواصل ماكاليستر صعوده في تقديم مستوى متميز.
وإذا ما نظرنا إلى المدربين الجدد مثل روبرتو دي زيربي مع برايتون وإينزو ماريسكا مع تشيلسي، نجد أن هناك توجهاً واضحاً نحو المدربين الشباب أصحاب الرؤى التكتيكية العميقة، بدلاً من الأسماء الكبيرة مثل أنطونيو كونتي وجوزيه مورينيو اللذين اعتمدا على الأساليب التقليدية البراغماتية لتحقيق النتائج.
هذه النهضة التكتيكية جعلت من البريميرليغ أحد أكثر الدوريات جذباً للمشاهدين، حيث أصبحت المباريات مليئة بالإثارة والمتعة، مع أساليب جديدة تجعل الكرة الإنكليزية أكثر حيوية وتطوراً.