تواجه كرة القدم الإيطالية فضيحة جديدة بعد الكشف عن تورط مدرب إنتر ميلان، سيموني إنزاغي، في إعادة بيع تذاكر السوق السوداء لصالح الجماهير المتطرفة، وذلك بضغط من زعيم "كورفا نورد" المدعو ماركو فيدريكو، الذي يُشتبه في ارتباطه بشبكات الجريمة المنظمة. ويجري مكتب المدعي العام لمكافحة المافيا في ميلان تحقيقاً موسعاً في هذا الملف، حيث ظهر اسم إنزاغي مؤخراً ضمن المتورطين في القضية المثيرة.
ووفقاً لما نقلته إذاعة "مونتي كارلو" الفرنسية، تبيّن من تسجيلات التنصت أن إنزاغي كان قد تلقى مكالمة من فيدريكو قبل نهائي دوري أبطال أوروبا 2023، حين طلب منه التوسط للحصول على 200 تذكرة إضافية. كان الهدف من تلك التذاكر هو إعادة بيعها في السوق السوداء، تحت سيطرة منظمة "ندرانغيتا"، إحدى أقوى منظمات المافيا في إيطاليا. ووصلت قيمة التذكرة في السوق السوداء إلى أكثر من 800 يورو، أي عشرة أضعاف سعرها الرسمي.
وفي سياق التحقيق، تم استجواب هاكان تشالهانوغلو، لاعب إنتر ميلان، في منتصف تشرين الأول، بسبب مزاعم عن علاقاته مع مسؤولين مقربين من المافيا، بينما طالت التحقيقات أيضاً نائب رئيس النادي، خافيير زانيتي، الذي اتهم بالتواطؤ وتحذير بعض المسؤولين من التحقيقات، إلا أنه نفى تلك الاتهامات تماماً.
وتستمر السلطات في استجواب بعض اللاعبين والمسؤولين، ومن بينهم المدافع السلوفاكي ميلان سكرينيار، الذي يُعتقد أن بعض جماهير النادي التقوه في محاولة لمنعه من مغادرة إنتر ميلان قبل نهاية عقده، لكنه رحل في النهاية إلى باريس سان جيرمان.
يترقب الشارع الإيطالي التطورات المقبلة في هذه القضية التي تسلط الضوء على التداخل الخطير بين الرياضة وعالم الجريمة المنظمة، في فضيحة تهدد سمعة الكرة الإيطالية وتعيد التساؤلات حول مدى تأثير المافيا على الرياضة في البلاد.