في أولمبياد أثينا 2004، سطر البرازيلي فاندرلي دي ليما فصلاً من الإصرار والعزيمة في رياضة الماراثون. كان ليما في طريقه لتحقيق الفوز، حيث كان متصدراً بفارق 30 ثانية عن أقرب منافسيه. ولكن، القدر كان له رأي آخر. إذ تعرض لهجوم مفاجئ من كاهن إيرلندي متشدد يُدعى نيل هوران، اقتحم المضمار وشد ليما باتجاه الجمهور. تدخل اليوناني بوليفيوس كوسيفاس، الذي كان من بين المشجعين، وساهم في تحرير ليما من قبضة هوران، مما سمح للبطل البرازيلي بالعودة إلى السباق بعد مرور عشر ثوانٍ تقريبًا.
على الرغم من عودته، فقد ليما الصدارة ثم المركز الثاني، لكنه استطاع إنهاء السباق في المركز الثالث، محققاً ميدالية برونزية. هذا الإنجاز كان له وقع كبير، ورغم احتجاج الاتحاد البرازيلي على الحادثة، لم يتم قبول الاعتراض.
لكن دي ليما لم يُنسَ، فقد كرّمته اللجنة الأولمبية الدولية بمنحه ميدالية بيار دو كوبيرتان الفخرية، تقديراً لروحه الرياضية العالية وتفانيه في تحقيق هدفه. هذه الميدالية التي تُمنح لعدد قليل من الرياضيين الذين يظهرون مستوى عالٍ من الروح الرياضية والأخلاق النبيلة، جعلت من دي ليما الرياضي الوحيد في أمريكا الجنوبية الذي يحظى بهذا الشرف الكبير. قصة ليما في أثينا تظل رمزاً للصمود والتفاني رغم كل التحديات.