يستعد عشاق نادي إيفرتون لتوديع معقلهم التاريخي، ملعب "غوديسون بارك"، الذي عاش فيه النادي أكثر من 133 عاماً من الذكريات والمباريات الملحمية. بعد افتتاحه في عام 1892 بمباراة ودية أمام بولتون انتهت بفوز إيفرتون 4-2، ظل هذا الملعب شاهداً على انتصارات وتحديات الفريق في مختلف المنافسات، وأصبح جزءاً لا يتجزأ من هوية النادي.
تكلفة بناء "غوديسون بارك" في القرن التاسع عشر بلغت 3000 جنيه إسترليني، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بالملعب الجديد الذي كلف النادي حوالي 750 مليون جنيه إسترليني، وهو سيتسع لحوالي 53 ألف متفرج، بزيادة ملحوظة مقارنة بسعة الملعب القديم التي تبلغ 39.5 ألف متفرج، رغم أن الأخير كان يستوعب في الماضي ضعف هذا العدد.
مع مرور أكثر من 118 موسماً في الدوري الإنكليزي الممتاز، وهو رقم قياسي يحتفظ به "غوديسون بارك" كأكثر الملاعب استضافة لمباريات الدرجة الأولى في تاريخ الكرة الإنكليزية، يجد نادي إيفرتون نفسه في موقف صعب. فقد جمع الفريق نقطة وحيدة في أول 5 جولات من الموسم الحالي، مما يهدد بافتتاح الملعب الجديد وهو في الدرجة الأولى "تشامبيونشيب".
لكن تاريخ إيفرتون لم يكن دائماً مرتبطاً "بغوديسون بارك"، حيث يعود تأسيس النادي إلى عام 1878، وكان النادي أول فريق كرة قدم يُؤسس في مدينة ليفربول. في عام 1884، تولى عمدة ليفربول، جون هولدينغ، رئاسة النادي وبنى ملعب "أنفيلد" لصالح إيفرتون. لكن في عام 1892، وقع خلاف بين هولدينغ وأعضاء مجلس إدارة إيفرتون، ما أدى إلى رحيل النادي عن أنفيلد والانتقال إلى "غوديسون بارك"، بينما بقي هولدينغ وملعبه بلا فريق.
لتجنب ترك ملعبه فارغاً، قام هولدينغ بتأسيس نادي ليفربول، الذي سرعان ما أصبح النادي الأكثر نجاحاً في المدينة.
تخيلوا لو لم يحدث هذا الخلاف بين هولدينغ وأعضاء إيفرتون، ربما كان تاريخ كرة القدم الإنكليزية والأوروبية سيتغير كلياً.
مع اقتراب نهاية حقبة "غوديسون بارك"، ينتظر مشجعو إيفرتون بفارغ الصبر المستقبل الجديد مع ملعبهم الحديث، على أمل أن يكون بداية لحقبة جديدة من النجاحات والإنجازات للنادي.