شهدت مباراة الكلاسيكو الأخيرة بين برشلونة وريال مدريد مواجهة تكتيكية مثيرة بين المدربين هانز ديتر فليك وكارلو أنشيلوتي، حيث قدّم كل منهما نهجه الفريد في الضغط العالي والدفاع المتقدم. ورغم تشابه أسلوب الفريقين في الاعتماد على الكرات المباشرة للمساحات واستغلال اللاعبين الحركيين، إلا أن الفوارق التكتيكية بين المدربين ظهرت بشكل لافت وأثرت بشكل كبير على مجريات المباراة.
فليك، الذي يُعرف بإتقانه لمصيدة التسلل، اعتمد على ضغط عالي ودفاع متقدم مع تحضير واضح لمواجهة أي اختراق محتمل في حال فشل الضغط. وقد أظهر لاعبو برشلونة التزامًا كبيرًا بهذا التكتيك، إذ وقع لاعبو ريال مدريد في مصيدة التسلل 12 مرة خلال المباراة. وتُظهر إحصاءات فليك في الدوري الإسباني أن فريقه أوقع الخصوم في التسلل 77 مرة في 11 مباراة فقط، ما يؤكد دقة وتنظيم هذا التكتيك.
على الجانب الآخر، يعتمد أنشيلوتي أيضًا على الضغط العالي والدفاع المتقدم، لكن دون تجهيز مصيدة تسلل محكمة، مما جعل دفاع ريال مدريد عرضة للاختراق عند فشل الضغط. وقد استغل برشلونة هذا الضعف التكتيكي، حيث نجح في تسجيل هدفين بسبب عدم قدرة دفاع ريال مدريد على إيقاع لاعبي برشلونة في التسلل.
كما ظهرت فجوات أخرى في نهج أنشيلوتي، حيث لم يدرب لاعبيه بشكل كافٍ على الدفاع ضد الكرات العرضية ولا على الضغط بوضعيات صحيحة لإغلاق زوايا التمرير، مما أتاح لبرشلونة فرض أسلوبه وتحقيق انتصار كبير.
الفارق التكتيكي بين فليك وأنشيلوتي كان واضحًا ومؤثرًا في نتيجة المباراة، ليصبح فوز برشلونة انعكاسًا لنجاح خطة فليك وإدارته المحكمة للقاء، مقابل نقاط ضعف واضحة في نهج أنشيلوتي تحتاج إلى معالجة.