في خطوة غير مسبوقة في عالم كرة القدم الألمانية، قرر نادي فورتونا دوسلدورف السماح للجماهير بحضور المباريات مجانًا، مما أثار إعجاب الكثيرين وساهم في تعزيز حظوظ الفريق للعودة إلى دوري الدرجة الأولى الألماني (البوندسليغا). فعندما يستضيف فورتونا دوسلدورف فريق هامبورغ في مباراة قمة بدوري الدرجة الثانية الألماني، سيكون ملعب الفريق ممتلئًا بـ 52,000 مشجع، وكان بالإمكان استقبال المزيد لولا أن الطلبات على التذاكر المجانية وصلت إلى 135,000 طلب.
هذه الفكرة انطلقت من تجربة ناجحة في الموسم الماضي، حيث قدم النادي ثلاث مباريات مجانية حققت إقبالًا هائلًا، إذ تجاوز عدد طلبات التذاكر 350,000 طلب. بناءً على هذا النجاح، قررت إدارة النادي زيادة عدد المباريات المجانية إلى أربع في الموسم الحالي، مع احتمال زيادتها في حال نجح الفريق في تحقيق هدفه بالعودة إلى البوندسليغا.
رغم تحفظ الرئيس التنفيذي للنادي، ألكسندر غوبست، في وصف التجربة بالنجاح الكامل حتى الآن، إلا أن نتائجها الإيجابية تتحدث عن نفسها. فقد ارتفع متوسط الحضور الجماهيري إلى 40,000 مشجع، والأهم من ذلك هو أن الإيرادات لم تتأثر سلبيًا كما قد يتوقع البعض. على العكس، زاد ارتباط الجماهير بالنادي، وتحول العديد من المشجعين إلى أعضاء يدفعون اشتراكاتهم بانتظام. اليوم، تجاوز عدد أعضاء النادي 35,000 عضو، مع استمرار هذا الرقم في النمو.
علاوة على ذلك، شهدت متاجر النادي زيادة ملحوظة في المبيعات، مما يعكس عمق ارتباط الجماهير بالنادي نتيجة هذا القرار الجريء. ويقول غوبست: "لقد قدمنا شيئًا جديدًا لم يجربه أحد من قبل. لقد فتحنا كرة القدم للجميع، وهذا جعل الناس يؤمنون من جديد بالنادي".
كانت هذه الخطوة ضرورية للنادي، حيث أدركت الإدارة أن نموذج العمل التقليدي لم يعد كافيًا لاستمرار النادي، خاصة مع متوسط حضور جماهيري بلغ 25,000 مشجع فقط في ذلك الوقت. وكان الملعب الكبير بسعة 52,000 متفرج يمثل تحديًا كبيرًا لنادٍ في الدرجة الثانية. بفضل هذا الابتكار، تمكن فورتونا دوسلدورف من جذب جماهير جديدة وتوسيع قاعدته الجماهيرية.
ورغم الانتقادات التي وجهت لهذا القرار من بعض المشجعين الذين اعتادوا دفع ثمن التذاكر لسنوات طويلة، إلا أن النادي يعمل باستمرار على استبيانات لقياس رضا الجماهير. ومع مرور الوقت، أصبحت الغالبية العظمى منهم يفضلون حضور المباريات عندما يكون الملعب ممتلئًا، ويؤكدون أن أداء الفريق يتحسن عندما تكون الأجواء مفعمة بالحياة داخل الملعب.