أثار قرار الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم بتعيين الألماني توماس توخيل مدرباً للمنتخب الوطني، جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية، حيث قوبل برفض كبير من قبل العديد من نجوم الكرة الإنكليزية، على رأسهم جيمي كاراغر، نجم ليفربول السابق. كاراغر وعدد من الأسماء البارزة في عالم الكرة الإنكليزية اعتبروا أن هذا القرار يشكل "إهانة" لكرة القدم المحلية، مطالبين بمنح الفرصة لمدرب إنكليزي لقيادة المنتخب.
يأتي رفضهم لتعيين توخيل بسبب راتبه المرتفع، حيث سيتقاضى 6 ملايين جنيه إسترليني سنوياً، مقارنة بما يتقاضاه مدربون كبار آخرون مثل الأرجنتيني ليونيل سكالوني، بطل العالم، الذي يتقاضى 2.6 مليون يورو سنوياً، والمدرب الإسباني لويس دي لا فوينتي الذي يحصل على مليون و250 ألف يورو سنوياً فقط.
النقد لم يكن موجهاً فقط للراتب، بل أيضاً للتجارب السابقة مع المدربين الأجانب، حيث فشلت تجربتان سابقتان مع السويدي الراحل سفين غوران إريكسون والإيطالي فابيو كابيلو في تحقيق أي إنجازات تذكر، رغم توليهما تدريب منتخب يضم نخبة من النجوم مثل ديفيد بيكهام وستيفن جيرارد وفرانك لامبارد، واقتصرت النجاحات على الوصول إلى الدور ربع النهائي في كأس العالم.
مسيرة توخيل حافلة بالإنجازات، بدءاً من العمل في أكاديمية نادي أولم وانتقاله إلى تدريب فرق الشباب في شتوتغارت وأوغسبورغ، وصولاً إلى تدريبه للفريق الأول لماينز، ثم بوروسيا دورتموند، حيث قادهم للفوز بكأس ألمانيا. كما توج بلقب الدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان وقادهم لنهائي دوري أبطال أوروبا، ثم فاز بدوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية مع تشيلسي، قبل أن يحقق لقب الدوري الألماني مع بايرن ميونخ.
ومع ذلك، يعرب البعض عن تخوفهم من توتر العلاقات بين توخيل وإدارات الأندية التي عمل بها مؤخراً، إذ دخل في صدامات مع مسؤولي باريس سان جيرمان وتشيلسي، كما تراجعت نتائج بايرن ميونخ تحت قيادته. ورغم هذه التحديات، يؤكد المتابعون أن توخيل يظل واحداً من أقوى المدربين في أوروبا.
سيبدأ توخيل عمله مع المنتخب الإنكليزي في 1 كانون الثاني 2025، قبل بدء التصفيات المؤهلة لكأس العالم التي ستقام في كندا والمكسيك والولايات المتحدة في عام 2026. وحتى ذلك الحين، سيستمر لي كارسلي في قيادة المنتخب بشكل مؤقت، حيث سيخوض مباريات ضد اليونان وأيرلندا في دوري الأمم الأوروبية الشهر المقبل.
بالإضافة إلى ذلك، سيعمل توخيل مع عدد من نجوم المنتخب الذين سبق لهم اللعب تحت قيادته في أندية مختلفة، مثل هاري كين ورحيم سترلينغ وماسون مونت، مما قد يسهل عملية التكيف مع الفريق.