في مواجهة مرتقبة تحمل العديد من القصص المثيرة، يحتضن ملعب "أولد ترافورد" مساء الأحد ديربي مانشستر المنتظر بين مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي، في لقاء يتعدى مجرد صراع على النقاط ليتحول إلى معركة كبرياء وهوية بين قطبي المدينة.
وعلى الرغم من أن الفارق بين الفريقين يبلغ 8 مراكز و14 نقطة في جدول الدوري الإنكليزي الممتاز، فإن الأجواء لا تخلو من الإثارة، إذ يواصل رجال المدرب بيب غوارديولا مطاردتهم لمراكز دوري أبطال أوروبا، في حين يكتفي اليونايتد بالسعي لإنهاء الموسم ضمن النصف العلوي من الترتيب، وسط نتائج مخيبة تحت قيادة روبن أموريم.
الديربي المرتقب يحمل نكهة خاصة، إذ سيكون الأخير للنجم البلجيكي كيفن دي بروين في تاريخ مواجهات مانشستر، بعد أن أعلن عزمه الرحيل مع نهاية عقده الصيف المقبل. ورغم غياب الهداف إرلينغ هالاند بسبب الإصابة، فإن دي بروين لن يتمكن من توديعه عبر صناعة الأهداف على أرضية "مسرح الأحلام".
في المقابل، يخوض سيتي اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد فوزه على ليستر سيتي 2-0، فيما يجر مانشستر يونايتد أذيال الخيبة عقب خسارته الـ13 هذا الموسم أمام نوتنغهام فورست بهدف نظيف.
أرقام مقلقة تحيط بالشياطين الحمر، أبرزها اقترابهم من معادلة الرقم القياسي السلبي للنادي بـ14 هزيمة في موسم واحد، وهو ما تحقق في الموسم الماضي. كما أن رصيد الفريق البالغ 37 نقطة فقط بعد 30 جولة قد يؤدي إلى إنهاء الموسم بأسوأ حصيلة نقاط في تاريخ مشاركاته بالدوري الممتاز.
ومن المؤشرات السلبية أيضًا أن مانشستر يونايتد استقبل الهدف الأول في 23 مباراة هذا الموسم، ولم ينجح في الحفاظ على شباكه نظيفة على أرضه منذ الفوز على إيفرتون 4-0 في الأول من كانون الأول، إذ تلقى أهدافًا في 12 مباراة متتالية على ملعبه، منها آخر 8 مباريات في البريميرليغ.
في الجهة المقابلة، يطمح مانشستر سيتي لتحقيق ثالث انتصاراته المتتالية في عام 2025 للمرة الأولى، رغم تراجع نتائجه بخسارته 6 مباريات من أصل آخر 11 خارج ملعبه.
وتشير الإحصاءات إلى أن هذا اللقاء سيكون الـ196 بين الفريقين في مختلف المسابقات، يتفوق فيه مانشستر يونايتد بـ81 انتصارًا مقابل 61 لسيتي، بينما انتهت 54 مواجهة بالتعادل. ويملك السيتي الرقم القياسي كأكثر فريق حقق انتصارات في "أولد ترافورد" برصيد 9 مرات في البريميرليغ.
ورغم ذلك، فإن مانشستر يونايتد حقق فوزًا مفاجئًا على السيتي في "الاتحاد" بنتيجة 2-1 في كانون الأول الماضي.
أما بيب غوارديولا، فيحمل في جعبته رقمًا مميزًا كأكثر مدرب حقق انتصارات في ملعب "أولد ترافورد" في البريميرليغ، حيث فاز هناك خمس مرات. لكنه يواجه احتمال دخول التاريخ من الجهة المعاكسة، إذ أن المدرب روبن أموريم قد يصبح ثالث مدرب فقط يهزمه في ثلاث مباريات متتالية، بعد توماس توخيل ويورغن كلوب.
في ديربيات مانشستر الأخيرة، كان الحسم حاضرًا دومًا، إذ لم ينته أي من آخر 12 لقاء بالتعادل منذ المواجهة السلبية في كانون الأول 2020، كما فاز الفريق الضيف في 10 من أصل آخر 18 مواجهة في الدوري، وهو رقم لا يتفوق عليه سوى صدام كريستال بالاس وليفربول.
في أمسية الأحد، لن تكون النقاط وحدها على المحك، بل الكبرياء والتاريخ أيضًا... فهل ينهي دي بروين مشواره في الديربي بانتصار؟ أم يُفاجئ أموريم الجميع بعودة حمراء في توقيتٍ استثنائي؟