1 قراءة دقيقة
11 Sep
من معاناة الغربة إلى نجومية في الملاعب السعودية

تعد قصة لاعب كرة القدم هارون كمارا من القصص الملهمة التي تجسد الإصرار والتحدي في مواجهة الصعوبات. كمارا، ذو الأصول الغينية، ولد وعاش في السعودية، حيث بدأ مشواره الكروي قبل أن تعترض حياته الشخصية عوائق كبيرة كادت أن تحرمه من تحقيق حلمه.

تعود أصول هارون إلى غينيا، ولكنه وُلد وتربى في المملكة العربية السعودية. كان والده متزوجًا من سيدة كفيفة وتزوج لاحقًا بوالدة هارون. في أحد الأيام، قرر هارون ووالداه الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، لكن رحلتهم تحولت إلى مأساة عندما تعرضوا لحادث سير مروع، أسفر عن وفاة والده ووالدته، بينما نجا هارون من الموت بأعجوبة.

بعد الحادث، انتقل هارون للعيش مع زوجة أبيه الكفيفة، التي رعت هذا الشاب بالرغم من ظروفها الصعبة. لكن مع مرور الوقت، وجد هارون نفسه مضطرًا لمغادرة المملكة إلى غينيا بسبب عدم امتلاكه إقامة نظامية، وهو ما جعله يعاني كثيرًا في بلده الأم، حيث لم يكن يتحدث سوى اللغة العربية، ما صعّب عليه التأقلم هناك.

في تلك الفترة العصيبة، تدخل أحد العاملين السودانيين في نادي الرياض، حيث أخبر رئيس النادي عبدالرحمن الروكان عن موهبة هارون وظروفه. بدوره، تكفل الروكان بكافة تكاليف عودة كمارا إلى المملكة بطريقة قانونية. وعاد اللاعب مرة أخرى لبلده الثاني السعودية، في الوقت الذي صدر فيه قرار بالسماح للاعبين المولودين في المملكة باللعب في الأندية دون اعتبارهم لاعبين أجانب.

بدأ هارون مسيرته مع نادي الرياض، ولكنه لم يقنع المدير الفني آنذاك، مما دفعه للانتقال إلى نادي الفيصلي، ثم إلى نادي القادسية، حيث تألق بشكل لافت. وسرعان ما استدعي لتمثيل المنتخب السعودي الأولمبي، وقدم أداءً رائعًا جذب أنظار الأندية الكبيرة في المملكة.

وبعد منافسة قوية بين الهلال والاتحاد، تمكن نادي اتحاد جدة من الفوز بخدمات كمارا في صفقة كبيرة قبل أربع سنوات، ومنذ ذلك الوقت حقق نجاحات مع النادي، إلى أن انتقل مؤخرًا إلى نادي الشباب السعودي ليواصل مسيرته المميزة.

اليوم، يمثل هارون كمارا المنتخب السعودي الأول بعدما حصل على الجنسية السعودية، ويعد نموذجًا للإصرار وتخطي المحن في سبيل تحقيق الأحلام.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.