في صيف 2023، أبرم نادي الهلال السعودي واحدة من أغرب الصفقات في تاريخ كرة القدم عندما تعاقد مع النجم البرازيلي نيمار مقابل 90 مليون يورو، بعقد يمتد لمدة سنتين حتى صيف 2025. غير أن هذه الصفقة، التي وُصفت بأنها استثمار ضخم، تحولت إلى ما يشبه الكابوس للنادي، حيث لم يشارك نيمار إلا في 5 مباريات فقط، بينما ساهم في فوز الفريق بأربع بطولات دون أن يترك بصمة كبيرة في أرض الملعب.
الإصابات كانت العائق الأكبر في مسيرة نيمار مع الهلال، حيث تعرض في تشرين الثاني الماضي لقطع في الرباط الصليبي خلال مشاركته مع منتخب البرازيل. ومنذ ذلك الحين، لم يتمكن اللاعب من العودة إلى الملاعب، رغم أنه كان ضمن تحضيرات الفريق للموسم الحالي. الجدير بالذكر أن نيمار أصر على مواصلة العمل مع مُعدّه البدني الخاص، عوضًا عن اتباع برامج التأهيل الخاصة بالفريق.
وفي ضربة جديدة للنادي، أعلن الهلال مؤخرًا أن نيمار لن يكون قادرًا على العودة قبل شهر كانون الثاني المقبل، مما دفع المدرب خورخي خيسوس لاستبعاده من قائمة الفريق المشاركة في الدوري. هذا الأمر يثير تساؤلات حول مستقبل اللاعب، الذي سيصبح متاحًا للانتقال لأي فريق بالمجان في صيف 2025 بعد انتهاء عقده.
أما التكلفة الإجمالية التي دفعها الهلال مقابل خدمات نيمار خلال فترة تواجده القصيرة فتتجاوز الخيال. بجانب مبلغ الصفقة الأساسي البالغ 90 مليون يورو، يتقاضى نيمار راتبًا سنويًا يصل إلى 100 مليون يورو، ويحصل على مكافآت إضافية تتضمن 80 ألف يورو عن كل مباراة يفوز بها الهلال، و500 ألف يورو عن كل منشور ينشره عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تروج للهلال أو الكرة السعودية. كما وفّر النادي طائرة خاصة لنقل نيمار إلى أي مكان في العالم متى شاء.
في المجمل، تُقدر تكاليف نيمار على الهلال بأكثر من 500 مليون يورو، وهو مبلغ هائل مقابل 5 مباريات فقط لعبها مع الفريق حتى الآن. ومع إمكانية مغادرته دون مقابل في الصيف القادم، يظل السؤال مطروحًا: هل كانت هذه الصفقة استثمارًا غير مدروس أم أنها تُعبر عن إهدار مالي؟