في ثمانينيات القرن الماضي وأوائل التسعينيات، سطر نادي ميلان الإيطالي أحد أعظم فصوله في تاريخ كرة القدم، وذلك بفضل الثلاثي الهولندي الذهبي: رود غوليت، ماركو فان باستن، وفرانك ريكارد. هذا الثلاثي لم يكن مجرد مجموعة من اللاعبين الموهوبين، بل شكّلوا وحدة متكاملة استطاعت تغيير مجرى اللعبة، ووضع ميلان في قمة الكرة الأوروبية والعالمية.
تميز الثلاثي بالانسجام الفريد والإبداع التكتيكي، إذ خاضوا معًا 58 مباراة دون هزيمة، وهي سلسلة رائعة شهدت انتصارات وألقاب جعلت من ميلان فريقًا لا يُقهر. تحت قيادة الثلاثي الهولندي، تُوج ميلان بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين، في موسمي 1988-1989 و1989-1990، ليثبتوا هيمنتهم على كرة القدم الأوروبية.
وعلى الصعيد المحلي، استطاع ميلان تحقيق لقب الدوري الإيطالي "الكالتشيو" ثلاث مرات خلال فترة وجودهم، وتحديدًا في مواسم 1987-1988، 1991-1992، و1992-1993. لم تقتصر إنجازاتهم على ذلك، بل تمكنوا من حصد لقب كأس السوبر الأوروبي مرتين في عامي 1989 و1990، بالإضافة إلى تتويجهم بكأس الإنتركونتيننتال مرتين في نفس السنوات، مما عزز هيمنتهم على الساحة العالمية.
لكن ربما أكثر ما يميز هذا الثلاثي هو أنهم كانوا الثلاثي الوحيد في تاريخ كرة القدم من نفس النادي والجنسية (الهولندية) الذين تم ترشيحهم معًا لجائزة الكرة الذهبية في عام 1988. هذا الإنجاز يعكس التقدير الذي حظي به هذا الثلاثي على الساحة الدولية، ويؤكد أنهم كانوا القوة الدافعة وراء نجاحات ميلان في تلك الحقبة.
لم تكن إنجازات غوليت، فان باستن، وريكارد مجرد أرقام وألقاب، بل شكلوا معًا مرحلة ذهبية في تاريخ ميلان، وجعلوا الفريق قوة لا يمكن إيقافها على المستوى المحلي والأوروبي، لتظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة عشاق الكرة حتى يومنا هذا.