أحمد شوبير، أحد أعظم حراس المرمى في تاريخ الكرة المصرية، لا يزال اسمه حاضرًا بقوة بين عشاق كرة القدم بسبب تأثيره الكبير على اللعبة محليًا ودوليًا. مسيرة شوبير الحافلة مع النادي الأهلي ومنتخب مصر، والتي امتدت من عام 1980 وحتى 1997، شهدت العديد من الإنجازات واللحظات التاريخية، لكن ما يميز شوبير عن غيره هو دوره في تغيير قوانين كرة القدم بفضل حادثة شهيرة في كأس العالم 1990.
بدأ شوبير مسيرته الكروية مع الأهلي، وشارك في 222 مباراة مع النادي الذي قضى فيه مشواره الاحترافي بالكامل. وعلى الصعيد الدولي، كان حارسًا أساسيًا لمنتخب مصر، حيث خاض 107 مباريات دولية، وشارك في مونديال إيطاليا 1990، الذي كان لحظة فارقة في مسيرته.
في مباراة مصر أمام منتخب أيرلندا خلال كأس العالم 1990، لجأ شوبير إلى استراتيجيات دفاعية غير مألوفة في تلك الفترة، إذ كان يحتفظ بالكرة بشكل متكرر ويعيدها لزميله هاني رمزي الذي كان يعيدها بدوره إليه. هذه الطريقة أثارت استياء الجمهور والنقاد، نظرًا لما اعتبروه إضاعة للوقت وقتلًا لروح المتعة في المباراة.
ورغم الانتقادات، كان لتلك الحادثة تأثير كبير على قوانين التحكيم في كرة القدم. بعد عامين من تلك البطولة، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تعديل قانون إعادة الكرة إلى حارس المرمى، حيث أصبح ممنوعًا على الحارس إمساك الكرة إذا أعادها إليه أحد زملائه بقدمه. هذا التغيير الجذري في القوانين جاء نتيجة مباشرة لتصرفات شوبير في تلك المباراة، ما جعله أحد اللاعبين القلائل في العالم الذين ساهموا في تغيير قواعد اللعبة.
شوبير لم يكتفِ بإحداث تغيير في قوانين اللعبة فحسب، بل أيضًا حقق العديد من البطولات مع الأهلي، حيث حصد 25 لقبًا، من بينها 8 ألقاب للدوري المصري الممتاز، و8 بطولات لكأس مصر، بالإضافة إلى 6 بطولات إفريقية. كما توج بكأس العرب مرتين، وفاز بالكأس الأفرو آسيوية مرة واحدة.
أحمد شوبير سيظل رمزًا من رموز كرة القدم المصرية، ليس فقط بفضل إنجازاته على أرض الملعب، بل أيضًا لأنه غير جزءًا من قوانين اللعبة التي نعرفها اليوم.