في عام 2011، شهدت كرة القدم الإيطالية واحدة من أكثر القصص إلهاماً وألمًا في الوقت نفسه. كان سيمون فارينا، الظهير الأيسر لنادي غوبيو الصاعد حديثاً لدوري الدرجة الثانية B، يعيش حياته كلاعب متواضع في نادٍ صغير. لكن حياته انقلبت رأسًا على عقب عندما تقدم إليه صديق قديم في نادي روما الإيطالي اليساندرو زامبريني، بعرض مغرٍ.
زامبريني عرض على فارينا مبلغ 200 ألف يورو لبيع مباراة كأس إيطاليا المقبلة بين سيسينا وغوبيو، وهو مبلغ كبير جدًا بالنسبة لما كان يجنيه لاعب في الدرجة الثانية. لكن على الرغم من الإغراء الكبير، لم يتردد فارينا لحظة في اتخاذ القرار الصحيح، حيث قام بإبلاغ قسم العدالة الرياضية على الفور.
وقال فارينا حينها مقولته الشهيرة: "لن أتمكن أبداً من النظر في عيون أطفالي مرة أخرى" لو قبل العرض. هذه اللفتة الشجاعة لم تمر مرور الكرام، حيث تلقى إشادة واسعة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وتم منحه مكافأة على نزاهته. كما منحه المدرب الإيطالي تشيزاري برانديلي فرصة الظهور الأول مع المنتخب الوطني، تكريمًا لروحه الرياضية وموقفه النزيه.
لكن ما حدث بعد ذلك كان صادمًا، إذ بعد انتهاء عقده مع غوبيو، لم يتقدم أي فريق لطلب خدماته، رغم موقعه المميز كلاعب ظهير. بدا أن موقفه النزيه أصبح عبئًا على الأندية الإيطالية، التي رأت في تداول القصة "أمرًا غير مريح".
وفي حين تم تجاهله في إيطاليا، وجدت قصته طريقها إلى إنكلترا، حيث قام نادي أستون فيلا بتقديم عرض له ليشغل منصب رئيس قطاع الشباب في النادي، بهدف تعليم الأجيال القادمة قيم النزاهة والرياضة الحقيقية. فارينا قبل العرض، وبدأ رحلة جديدة في حياته المهنية، بعيداً عن الأضواء لكن قريبًا من القيم التي آمن بها.