عندما كانت الاستعدادات على قدم وساق لمونديال 1994، خططت شبكة "بي بي سي" لإنتاج فيلم وثائقي حول تحضيرات المنتخب البرازيلي. جاءت الفكرة بأن يتولى لاعب برازيلي سابق إجراء المقابلات مع الفريق، ووقع الاختيار على "موسير باربوسا"، حارس المرمى الذي تألق في مونديال 1950. لكن المفاجأة كانت في رفض كل من المدير الفني للمنتخب "ماريو زاجالو" والمدرب "كارلوس ألبرتو بيريرا" لدخول باربوسا إلى معسكر المنتخب، بسبب الاعتقاد السائد بأنه "نذير شؤم".
باربوسا، الذي يُعتبر أحد أفضل حراس المرمى في تاريخ البرازيل، حمل على عاتقه ذكرى أليمة منذ نهائي كأس العالم 1950، الذي أُقيم على أرض البرازيل. رغم الأداء المميز الذي قدمه خلال البطولة، إلا أن هدف الأوروغواي التاريخي الذي سجله اللاعب "ألسيدس غيغيا" في الدقيقة 79 من المباراة النهائية، أسدل الستار على أحلام البرازيل في التتويج باللقب، حيث كانت البرازيل تحتاج فقط إلى التعادل للفوز بكأس العالم وفقًا لنظام النقاط آنذاك.
الهدف الذي سكن مرمى باربوسا بعد محاولة غير موفقة للتصدي لتسديدة جانبية، جعله الشخصية المكروهة في البلاد، وتحمل لوحده عبء الهزيمة. رغم النجاحات التي حققها مع فريقه "فاسكو دي غاما"، بما في ذلك الفوز ببطولة كوبا ليبرتادوريس، ظل باربوسا مُطاردًا بلعنة هدف 1950 حتى وفاته عام 2000.
ذكريات مريرة حملها باربوسا معه طيلة حياته. وفي إحدى المواقف المؤثرة، اعترضت طريقه سيدة في الشارع، وأشارت إلى ابنها قائلة: "هذا هو الرجل الذي أبكى البرازيل". تلك العبارة جسدت ظلمًا اجتماعيًا كبيرًا وقع على باربوسا، الذي وصف شعوره في آخر أيامه قائلاً: "في البرازيل، أقصى عقوبة في السجن هي 30 عامًا، لكنني دفعت ثمن خطأ لم أرتكبه على مدار 50 عامًا".
كانت قصة باربوسا مثالًا حيًا على ظلم كرة القدم، حيث لا يُغفر الخطأ مهما كان تاريخ اللاعب.