في إحدى أمسيات مدينة باليرمو الهادئة، كان لوكا توني يتناول العشاء مع بعض أصدقائه في أحد المطاعم، حين أخبره أحدهم بابتسامة: "ستصبح الهداف رقم واحد في العالم!"، كان الأمر يبدو مزحة في ذلك الوقت، إلا أن توني رد بإيماءة مرحة، واضعًا يده على أذنه كما لو كان يسأل: "هل أنت مجنون؟". ثم قال له مازحًا: "إذا سجلت هدفًا يوم الأحد، سأحتفل بهذه الطريقة."
لم يكن توني يعلم أن تلك الإيماءة ستتحول إلى احتفال أسطوري يرتبط بكل هدف يسجله، فبعد فترة قصيرة، بدأ يحقق ما لم يتوقعه أحد، حيث سجل العديد من الأهداف. بعد سنوات قليلة من تلك الليلة، توّج توني بالحذاء الذهبي مع نادي بايرن ميونخ، وأصبح بالفعل الهداف الأول في العالم، ليعود بذاكرته إلى تلك الإيماءة البسيطة في المطعم، والتي تحولت إلى رمز خاص لكل إنجازاته.
ولكن ما يزيد من أهمية قصة توني هو إنجازه في موسم 2006 عندما كان يلعب مع فيورنتينا الإيطالي. أصبح توني أول لاعب يسجل 30 هدفًا في الدوري الإيطالي منذ موسم 1959/1958، وهو إنجاز لم يحققه أي من أبرز الهدافين الذين مروا على الكالتشيو الإيطالي في العقود الثلاثة الأخيرة، مثل الهولندي ماركو فان باستن، البرازيلي رونالدو، الفرنسي دافيد تريزيغيه، والأوكراني أندريه شفتشنكو.
إن تسجيل 30 هدفًا في الدوري الإيطالي، الذي اشتهر دائمًا بوجود أقوى خطوط الدفاع في العالم، يعتبر إنجازًا فريدًا يعكس حجم المهارة والقوة التي امتلكها توني. وربما كان لهذه القوة نفس الأثر الذي دفع تلك الإيماءة البسيطة لتتحول إلى احتفال كبير، يعيش في ذاكرة عشاق كرة القدم.
اليوم، يعد احتفال لوكا توني برفع يده إلى أذنه أكثر من مجرد حركة احتفالية، فهو رمز للثقة والطموح والتحدي، وتذكير دائم بأن أعظم الإنجازات قد تبدأ بإيماءة بسيطة.