عندما نعود بالذاكرة الى بدايات كرة القدم اللبنانية، لا يسعنا المرور بها مرور الكرام من دون الإلتفات الى نادي الشبيبة المزرعة الذي يعتبر واحداً من أعرق الأندية المحلية والذي تأسس عام ١٩٣٦، ونال العلم والخبر عام ١٩٤٠ تحت الرقم ٦٦١، ووقّع على الترخيص آنذاك رئيس الوزراء والداخلية عبد الحميد كرامي. هذا النادي قام على أيادي شباب آمنوا بالرياضة وبأهدافها السامية، وكان معظمهم من أبناء منطقة المزرعة، وهم أرادوا أن يكون لديهم نادٍ خاص بهم، على غرار الأندية المجاورة أمثال النهضة وفريق الجامعة الأميركية. ولأن النية كانت في الإرتقاء الى مراتب أعلى، لم يطل الأمر، لأنه سرعان ما أخذ مكانه بين الكبار وأصبح بين ليلة وضحاها، فريقاً يشار إليه بالبنان. ولأكثر من ثمانية عقود كان لهذا الفريق صولات وجولات، ذاق خلالها طعم المجد من خلال الانتصارات والبطولات التي حققها خلال مشواره. وكان الشبيبة أوّل فريق يحتكّ بالفرق الخارجية، وتحديداً من أوروبا الشرقية والبلدان العربية والأفريقية. أمّا أول مباراة خارجية له فلعبها في الأربعينات أمام الأهلي المصري في القاهرة بحضور أكثر من ٧٠ ألف متفرّج، وخسر أمامه بصعوبة (٢-٣). أبرز الوجوه التي واكبت النادي منذ نشأته هي حبيب أبي شهلا وزير التربية السابق وأحد رجالات الإستقلال، والذي كان نادي الشبيبة يُقيم دورة سنوية بإسمه، والمختار نقولا نمر مجدلاني (أبو السعد) الذي وضعَ شعار النادي عام ١٩٤٩، وهو كناية عن علم أبيض مخطّط بالأزرق، وناصيف مجدلاني (أبو الرياضة)، والدكتور وديع بربري أحد المؤسّسين، بالإضافة الى الحكمَين الدوليَين متري العضم ومحمد شاهين وغيرهم. حملَ الفريق ألقاباً كثيرة أهمّها بطولة لبنان لموسم (١٩٦٦-١٩٦٧)،وكأس لبنان عامَي (١٩٥١ و ١٩٥٢)، حيث فاز في المباراة النهائية الأولى على النهضة (٥ - ٢) وفي الثانية على هومنتمن بطل الدوري يومها (٨ - ٢)، بالإضافة الى كأس بلدية بيروت أربع مرّات. بعد هذه الرحلة الناجحة بدأت المشاكل المالية تعصف به، وبدأت معها أوضاع الفريق تتدهور بدءاً من العام ١٩٩٧، حيث لم يصمدْ طويلاً في دوري "الأضواء" فهبط الى الدرجة الثانية لمواسم عدّة، وبعدها غاب في "مجاهل" الثالثة ثم الرابعة بسبب عزوف المموّلين المقرّبين من النادي عن دعمه، لينتهي به الأمر في دوامة النسيان في دوري المحافظات.