يمتلئ تاريخ كرة القدم الإيطالية بأسماء بارزة صنعت مجد الكرة الدفاعية، فمن باريزي إلى مالديني ونيستا وكنافارو، لكن إذا سألت أي إيطالي عن المدافع الأنيق والليبيرو الأفضل في تاريخ البلاد، فسيذكر لك اسمًا واحدًا بلا تردد: "غايتانو شيريا".
وصف غايتانو بالأنيق والشريف والرجل الحر، وكل هذه الأوصاف لا تبدو كافية لوصف أسطورة بحجم شيريا. فقد خاض أكثر من 700 مباراة دون أن يتلقى أي بطاقة حمراء، في مسيرة تعد نادرة من نوعها في عالم كرة القدم. المدرب الإيطالي الشهير بيرزوت قال عنه: "أول لاعب استدعيته للمنتخب، ثم بنيت حوله الفريق." أما الأسطورة الألمانية فرانز بيكنباور، فكان يرى في شيريا "نصفه الثاني" على أرض الملعب، بينما كان زميله في المنتخب، جوزيبي بارغومي، يستمتع بمشاهدته وهو يلعب من على دكة الاحتياط.
غايتانو شيريا كان قدوة للاعبين مثل باريزي، رمزًا لكرة القدم الإيطالية، وفاز بكل شيء يمكن أن يحلم به لاعب كرة قدم: جميع البطولات المحلية، كل الكؤوس الأوروبية التي نظمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، ولقب بطل العالم في عام 1982. لكنه قبل كل شيء، فاز بقلوب جميع الإيطاليين من الشمال إلى الجنوب، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرتهم وقلوبهم.
وعند ذكر اسمه، يعم الهدوء وتوضع الأيادي على القلوب. أُطلق عليه لقب "الرجل النبيل"، لقب يعكس شخصيته وروحه الرياضية التي لا تزال في قلب الشعب الإيطالي حتى بعد مرور 35 عامًا على رحيله.
غايتانو شيريا لم يكن مجرد لاعب، بل كان رمزًا لقيم الشرف والولاء، ولا يزال حيًا في ذاكرة كل من عشق كرة القدم.