1 قراءة دقيقة
08 Dec
بكنباور قيصر المانيا واوروبا

فرانز بكنباور، قيصر المانيا،  سطع نجمه من ستينيات حتى ثمانينيات القرن الماضي كلاعب متكامل قام بإرساء مركز لم يكن موجود في كافة الفرق والمنتخبات آنذاك، فالليبرو كان على موعد مع النجومية وحاز على كل ما يتمناه او يحلم به اي لاعب كرة قدم. انطلاقته كانت مع فريق بايرن ميونخ، وعرفت مسيرته الرياضية سجلا حافلا بالألقاب على مستوى البطولة الألمانية وكذلك على الصعيد العالمي، ولم تتوقف هذه المسيرة حتى بعد اعتزاله اللعب سنة ١٩٨١، فتولى تدريب المنتخب الألماني ومن بعده مهام إدارية عدة.

البداية

ولد فرانز بكنباور في ١١ أيلول ١٩٤٥، بمدينة ميونيخ الألمانية، ونشأ وترعرع في حي غيسينغ الذي تقطنه أغلبية عمالية بسيطة، في ظروف اقتصادية صعبة عاشتها ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

وكان منزله يطل على ملعب كرة قدم، مما جعله يتعلق بهذه اللعبة منذ نعومة أظافره.

تزوج بكنباور ٣ مرات، أعوام ١٩٦٦ و ١٩٩٠ و ٢٠٠٦، وأنجب ٥ أطفال من هذه الزيجات، وسنة ٢٠١٥ توفي ابنه الشاب ستيفين بعد صراعه مع مرض عضال، وكان لاعب كرة قدم، مما ترك أثرا بالغا في نفسه وغير نظرته للحياة والنجومية.
المسيرة الرياضية

كان بكنباور يحلم بالانتقال إلى فريق "تي إس في ميونيخ 1860" الشهير في تلك الفترة، لكن في إحدى مواجهات فريقه "إس سي ميونخ 1906" صفع أحد لاعبي ذلك الفريق بكنباور الذي طالما حلم بالانتماء إلى لاعبيه. وكان لهذه الحادثة أثر كبير في نفسه، جعله يغير وجهته نحو "بايرن ميونيخ" الذي لم يكن يحظى بشعبية واسعة آنذاك.
عام ١٩٥٨ تحقق الحلم، وانتقل بكنباور إلى صفوف الناشئين في بايرن ميونيخ. بداية المشوار

في ٦ حزيران ١٩٦٤، لعب بكنباور ضمن التشكيلة الأساسية لبايرن ميونيخ، في مباراة جمعته بفريق "إف سي سانت بولي" وسرعان ما أظهر براعة وتميزا في الأداء والمهارات الفردية، وشد انتباه المتابعين والمشرفين على الفريق.

ولم ينتظر القيصر كثيرا، ففي المباراة الثالثة التي خاضها مع الفريق الأول لبايرن ميونيخ، تمكّن من تسجيل هدفين متتاليين معلنا ولادة نجم جديد، واستطاع تسجيل ١٦ هدفاً خلال ٣٢ مباراة، وأنهى فريقه السباق محرزاً بطولة الدرجة الثانية ومتمكنا من الصعود إلى الدرجة الأولى (البوندسليغا).
بانتهاء موسم ١٩٦٦، اعتلى القيصر لأول مرة مع فريقه منصة التتويج بكأس ألمانيا، بعد الفوز على فريق "إم إس في دويسبرغ" بنتيجة ٤ أهداف لهدفين، وسجل بكنباور الهدف الرابع.
لعب بكنباور مع بايرن ميونيخ منذ عام ١٩٥٨، ومع الفريق الأول منذ سنة ١٩٦٤ حتى سنة ١٩٧٧، تمكن خلالها من إحراز العديد من الألقاب، والبطولات المحلية والقارية.
عام ١٩٦٧ ساهم في فوز فريقه بكأس الكؤوس الأوروبية، وهو أول لقب اوروبي يحرزه بايرن ميونيخ.
فاز القيصر بكأس ألمانيا الغربية ٤ مرات اعوام ١٩٦٦ و ١٩٦٧ و ١٩٦٩ و ١٩٧١. وببطولة ألمانيا الغربية ٤ مرات ايضاً اعوام ١٩٦٩ و١٩٧٢ و ١٩٧٣ و ١٩٧٤. واحرز كأس رابطة الأبطال الأوروبية في ٣ مرات متتالية سنوات ١٩٧٤ و ١٩٧٥ و ١٩٧٦. إضافة إلى بطولة كأس القارات سنة ١٩٧٦.

مع المنتخب الألماني

لم يكن بكنباور وهو في سن العشرين قد لعب ٣ مباريات حتى استدعي للانضمام الى المنتخب الألماني في تصفيات كأس العالم ١٩٦٦.
وخلال هذه النهائيات سجل ٤ أهداف في ٦ مباريات، وبلغ الدور النهائي للبطولة التي فازت بها إنجلترا بعد نهائي شهير ما زال حديث المهتمين حتى يومنا هذا.
في عام ١٩٧٤ نظمت ألمانيا الغربية كأس العالم، واستهل منتخبها بقيادة بكنباور المنافسات بهزيمة ضد فريق ألمانيا الشرقية،
هذه الهزيمة كانت مناسبة أظهر فيها القيصر قدراته القيادية، وطبيعته الحاسمة والقادرة على تغيير مجريات الأحداث، فتمكن من فرض سيطرته على اللاعبين، ليتمكن من بعدها من إحراز اللقب العالمي في السابع من تموز ١٩٧٤، بعد الفوز على المنتخب الهولندي.
بلغت مشاركاته في صفوف المنتخب الألماني ١٠٣ مشاركات، امتدت من سنة ١٩٦٦ إلى ١٩٧٥، استطاع خلالها إحراز بطولة أوروبا سنة ١٩٧٢، وكأس العالم سنة ١٩٧٤.

تجربة الاحتراف

احترف فرانز بكنباور مرتين، الاولى مع فريق كوزموس نيويورك ولعب في صفوفه من سنة ١٩٧٧ الى ١٩٨٠، وتمكن من الفوز ببطولة الولايات المتحدة ٣ مرات.
عاد بعدها في كانون الثاني ١٩٨٠ إلى الدوري الألماني، ليلعب في صفوف نادي هامبورغ لمدة سنتين، وليفوز معه ببطولة ألمانيا الغربية سنة ١٩٨٢.
في سنة ١٩٨٣، عاد إلى نادي كوزموس نيويورك لموسم واحد، لينهي معه مسيرته الحافلة. تجربة التدريب

عيّن بكنباور مدربا للمنتخب الألماني الغربي عام ١٩٨٤، وتمكن من بلوغ الدور النهائي لكأس العالم في المكسيك سنة ١٩٨٦، لكنه خسره أمام المنتخب الأرجنتيني.
وأعاد التاريخ نفسه في إيطاليا سنة ١٩٩٠، ولكن هذه المرة فاز المنتخب الألماني على نظيره الأرجنتيني واحرز بكنباور اللقب العالمي كمدرّب، بعد أن فاز به لاعبا سنة ١٩٧٤.
في كانون الأول ١٩٩٣، عاد إلى ناديه الأم بايرن ميونيخ، وتولى مهمة تدريب الفريق، ليضيف إلى سجله بطولة ألمانيا لسنة ١٩٩٤، وكأس رابطة الأبطال سنة ١٩٩٦.

الوظائف

بعد اعتزاله التدريب، شغل بكنباور العديد من المناصب الإدارية، ففي سنة ١٩٩٤ أصبح رئيسا لبايرن ميونيخ، وعام ١٩٩٨ انتخب أيضا نائبا لرئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم. وسنة ٢٠٠٢ بعد أن حُوِّل نادي بايرن ميونخ إلى شركة عامة، أصبح رئيسا لمجلس المراقبة والإشراف حتى عام ٢٠٠٩.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.