1 قراءة دقيقة
11 Dec
بيليه "الساحر" الذي أذهل العالم


البداية 

ولد إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو في ٢٣ تشرين الأول من عام ١٩٤٠ في تريس كوراكوس، وهي مدينة في جنوب شرق البرازيل. تم تسميته على اسم المخترع، توماس إديسون، لأن الكهرباء وصلت إلى منزل الأسرة قبل مولده بقليل. نشأ في فقر نسبي في مدينة باورو، وساهم في زيادة دخل الأسرة من خلال العمل بدوام جزئي في المقاهي المحلية. علمه والده أن يلعب كرة القدم، لكن الأسرة لم تكن قادرة على شراء كرة له، لذلك غالبا ما كان بيليه الصغير يركل جوربا محشواً في الشارع. في المدرسة، أطلق عليه أصدقاؤه لقب بيليه لأول مرة، على الرغم من أنه لم يكن لديه ولا لدى أي منهم فكرة عما يعنيه ذلك.
لم يعجبه الاسم المستعار أبدا، لدرجة انه لكم من اطلق عليه هذا اللقب، دون ان يعلم ان هذا اللقب سيرافقه في كل مراحل حياته حتى مماته.
بدأ اللعب لعدد من فرق الهواة المحلية عندما كان في سن المراهقة.
كما قاد نادي باورو الرياضي للناشئين في ثلاث بطولات شبابية للدولة، ليثبت نفسه كموهبة مشرقة.
في عام ١٩٥٦، أخذه مدربه فالديمار دي بريتو إلى مدينة سانتوس الساحلية ليختبره فريق سانتوس المحترف.
ارتقى بيليه سريعا وأثار إعجاب سانتوس الذي عرض عليه عقدا في حزيران من عام ١٩٥٦. وكان عمره ١٥ عاما فقط. 

المشوار الطويل 

بعد عام، تم اختياره لفريق الكبار في سانتوس وسجل أول أهدافه المهنية في مباراته الافتتاحية.
بعد ١٠ أشهر فقط من التوقيع كمحترف، تم استدعائه للمنتخب الوطني.
ظهر لأول مرة على المستوى الدولي ضد الأرجنتين في ماراكانا، حيث خسرت البرازيل ١/٢.
كان بيليه، البالغ من العمر ١٦ عاما، هو من سجل هدف البرازيل مما جعله أصغر لاعب يسجل في مباراة دولية.
بدا أن آماله في اللعب مع البرازيل في كأس العالم ١٩٥٨ قد تبددت عندما تعرض لإصابة في الركبة.
لكن زملاءه ضغطوا على الإدارة لاختياره وظهر لأول مرة في كأس العالم ضد الاتحاد السوفيتي. 

اهداف بالجملة 

أصبح أصغر لاعب يسجل هدفا في كأس العالم عندما تجاوزت البرازيل ويلز في ربع النهائي.
في نصف النهائي، كانت البرازيل تتقدم ١/٢ على فرنسا عندما سجل بيليه ٣ أهداف (هاتريك) في الشوط الثاني ليحسم المباراة تماما لصالح منتخب بلاده.
ثم سجل بيليه هدفين في مرمى السويد في المباراة النهائية، عندما فازت البرازيل ٥-٢.
بالعودة إلى البرازيل، ساعد بيليه سانتوس في الفوز بالدوري عام ١٩٥٨، وأنهى الموسم هدافا للدوري.
خسر فريقه اللقب في عام ١٩٥٩، لكن أهداف بيليه في الموسم التالي (٣٣ هدفا) أعادتهم إلى القمة.
في عام ١٩٦٢، حقق مع فريقه فوزاً كبيراً على نادي بنفيكا بطل أوروبا، وكان الهاتريك الذي سجله بيليه في لشبونة هي التي ساهمت في فوز فريقه، وكسبه احترام الحارس البرتغالي كوستا بيريرا. 

ثروة قومية 

كانت هناك خيبة أمل في كأس العالم ١٩٦٢، وذلك بعد إصابة بيليه في مباراة مبكرة، وهي الإصابة التي حرمته من اللعب بقية البطولة.
لم يوقف ذلك اندفاع الأندية الثرية، بما في ذلك مانشستر يونايتد وريال مدريد، في محاولة للتعاقد مع الرجل الذي وُصف بالفعل بأنه أعظم لاعب كرة قدم في العالم.
وتحسبا لفكرة انتقال نجمهم إلى الخارج، أعلنته الحكومة البرازيلية "ثروة قومية" لمنع انتقاله.
كانت كأس العالم ١٩٦٦ بمثابة خيبة أمل كبيرة لبيليه ولبرازيل. خصوصاً بعدما أصبح بيليه مستهدفا وارتكبت بحقه أخطاء كبيرة، خاصة في مبارتي البرتغال وبلغاريا.


اسطورة 

في عام ١٩٦٩، سجل بيليه هدفه رقم ألف في مسيرته الكروية. وقد أُصيب بعض المشجعين بخيبة أمل، فقد كان ذلك الهدف من ركلة جزاء وليس أحد أهدافه المثيرة.
كان يقترب من سن الثلاثين، وكان مترددا في الالتزام باللعب للبرازيل في كأس العالم ١٩٧٠ في المكسيك.
كما كان عليه أن يخضع لتحقيق من قبل الدكتاتورية العسكرية لبلاده، التي اشتبهت في تعاطفه مع اليسار.
في النهاية، سجل ٤ أهداف فيما كان من المقرر أن يكون آخر ظهور له في كأس العالم، كجزء من فريق برازيلي يعتبر أعظم فريق في التاريخ.
أكثر اللحظات شهرة جاءت في مباراة المجموعة ضد إنكلترا. بدت كرته الرأسية متجهة للشباك عندما نجح جوردون بانكس في "إنقاذ القرن"، حيث قام حارس مرمى إنكلترا بطريقة ما بحرف الكرة خارج الشباك.
على الرغم من ذلك، فإن فوز البرازيل ٤-١ على إيطاليا في النهائي ضمن لهم كأس جول ريميه إلى الأبد لفوزهم بها ثلاث مرات، وقد سجل بيليه هدفا.
جاءت آخر مباراة له مع البرازيل في ١٨ تموز من عام ١٩٧١ ضد يوغوسلافيا في ريو، واعتزل كرة القدم في الأندية البرازيلية في عام ١٩٧٤.
بعد ذلك بعامين وقع عقداً مع نيويورك كوزموس، وقد أدى اسمه وحده إلى رفع مستوى كرة القدم في الولايات المتحدة بشكل كبير.

سفير فوق العادة 

في عام ١٩٧٧، واجه ناديه القديم سانتوس فريق نيويورك كوزموس في مباراة بيع فيها عدد كبير من التذاكر بمناسبة اعتزاله، وقد لعب شوطا مع كل جانب.
يُعد بيليه بالفعل أحد أعلى الرياضيين أجرا في العالم، واستمر في كونه آلة لكسب المال بعد تقاعده.
انخرط في التمثيل، حيث ظهر إلى جانب سيلفستر ستالون ومايكل كين في فيلم الهروب إلى النصر في عام ١٩٨١.
وفي عام ١٩٩٢، تم تعيينه سفيرا للأمم المتحدة للبيئة، ثم عُين فيما بعد سفيرا للنوايا الحسنة لليونسكو.
وقد لعب دورا رئيسيا في عرض ريو دي جانيرو الناجح لدورة الألعاب الأولمبية لعام ٢٠١٦، كما ظهر في الحفل الختامي لدورة ألعاب لندن ٢٠١٢ التي شهدت تسليم الشعلة الأوليمبية إلى ريو.
تزوج بيليه من روزماري دوس ريس شولبي في عام ١٩٦٦، وأنجب الزوجان ابنتين وابن، وقد انفصلا في عام ١٩٨٢ بعد أن ارتبط بيليه بعارضة الأزياء والنجمة السينمائية شوشا.
تزوج للمرة الثانية من المغنية آشوريا ليموس سيكساس، وأنجبا توأما، لكنهما انفصلا فيما بعد.
في عام ٢٠١٦، تزوج من مارسيا سيبيلي أوكي، وهي سيدة أعمال يابانية برازيلية، التقى بها لأول مرة في عام ١٩٨٠.
كانت هناك مزاعم بأن له أطفالا آخرين قد ولدوا نتيجة علاقات، لكن النجم رفض الاعتراف بهم. في وقت لاحق من حياته، كافح للتغلب على آثار جراحة في الورك، فبات يظهر على كرسي متحرك وغالبا ما يكون غير قادر على المشي. فقد رفض المهاجم المجري العظيم فيرينك بوشكاش حتى تصنيف بيليه على أنه مجرد لاعب. قال: "كان بيليه فوق ذلك". فقد قال مانديلا عنه: "مشاهدته وهو يلعب هي مشاهدة فرحة طفل ممزوجة بالنعمة غير العادية لرجل". قال عنه بوبي تشارلتون إن كرة القدم ربما "اخترعت من أجله". وبعد صراع طويل مع مرض السرطان هوى اسطورة كرة القدم عن جواده واسلم الروح عن ٨٢ عاماَ. 

ابرز المحطات

: فريق الاحلام لجائزة الكرة الذهبية ٢٠٢٠
جائزة التكريم من اتحاد كتاب كرة القدم ٢٠١٨
الوسام الاولمبي ٢٠١٦
مفتاح مدينة مكسيكو‏ ٢٠٠٩
جائزة رئاسة الفيفا ٢٠٠٧
جائزة BBC لافضل شخصية رياضية في انجازاتها ‏ ٢٠٠٥
جائزة لوريوس لإنجاز العمر ٢٠٠٠
جائزة لاعب القرن من الفيفا ٢٠٠٠
اسطورة ماركا ١٩٩٧
وسام الإمبراطورية البريطانية من رتبة فارس قائد ١٩٩٧
وسام الاستحقاق الوطني ١٩٩١
وسام الاستحقاق من الفيفا ١٩٨٤
وسام العرش من درجة ضابط ١٩٧٥
المواطنة الفخرية لبالتيمور ‏ ١٩٧٣
جائزة أفضل لاعب في اميركا الجنوبية ١٩٧٣
شخصية BBC الرياضية ١٩٧٠
كرة اديداس الذهبية ١٩٧٠ ‏
وسام ريو برانكو ١٩٦٧
وسام جوقة الشرف من رتبة فارس ١٩٦٣ 

البطولات

: سانتوس - الدوري البرازيلي: ١٩٦١، ١٩٦٢، ١٩٦٣، ١٩٦٤، ١٩٦٥، ١٩٦٨
- كأس ليبرتادوريس: ١٩٦٢، ١٩٦٣ - كأس الانتركونتيننتال: ١٩٦٢، ١٩٦٣
- كأس سوبر ابطال الانتركونتيننتال: ١٩٦٨ - بطولة باوليستا: ١٩٥٨، ١٩٦٠، ١٩٦١، ١٩٦٢، ١٩٦٤، ١٩٦٥، ١٩٦٧، ١٩٦٨. ١٩٦٩، ١٩٧٣
- بطولة ريو ساو باولو: ١٩٥٩، ١٩٦٣، ١٩٦٤، ١٩٦٦
نيويورك كوسموس - دوري اميركا الشمالية: ١٩٧٧ البرازيل - كأس العالم: ١٩٥٨، ١٩٦٢، ١٩٧٠ - كأس الاطلسي: ١٩٦٠ - كأس روكا: ١٩٥٧، ١٩٦٣ - كأس اوزوالدو كروز: ١٩٥٨، ١٩٦٢، ١٩٦٨
- كأس برناردو أوهيغينز: ١٩٥٩






تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.