في العام ١٩٣٥ طلب خليل حلمي الذي سُحر بكرة القدم أن يؤسس نادياً يحمل اسم حلمي سبور. (نفس اسم محله في شارع المعرض المتخصص ببيع كل ما يتعلق بالرياضة آنذاك).
لا يسعنا في هذا المجال التكلم عن النادي دون التطرق إلى هوية مؤسسه، الذي كان واحداً من الروّاد الذين ساهموا بإطلاق الحركة الرياضية في لبنان، لدرجة انه لم يكن بمقدورك أن تذكر الرياضة، دون ذكر خليل حلمي، الذي أصبح العلامة الفارقة في بلد الأرز.
خليل حلمي المولود عام ١٩٠٩ في بيروت وتحديداً في البسطا التحتا، حمله شغفه بالرياضة الى ممارسة عدد كبير منها، وعلى سبيل المثال، كرة القدم، التزلج، الدراجات الهوائية، ألعاب القوى، رفع الأثقال، كرة المضرب والرماية. كما شارك في الألعاب الأولمبية الصيفية لعام ١٩٤٨ ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام ١٩٥٢ مع منتخب لبنان للرماية.
بعدها إنطلق الى العمل الإداري، فكان من المساهمين الذين أطلقوا الاتحاد اللبناني لكرة القدم عام ١٩٣٣، حيث كان مستشاراً للجنة التأسيسية و عضواً في لجنة الحكام، وفي وقت لاحق كان مع زملائه الشيخ بيار الجميل وجميل صوايا من الحكام الأول الذين نالوا الشارة الدولية.
لم يقتصر نادي حلمي سبور على كرة القدم، بل شمل الدراجات الهوائية، الذي نظّم لها عدة سباقات، كمال الاجسام نظّم لها ايضاً مسابقة فكانت الأولى في البلد ودعيت " بطولة أبولون"، أقام لقاءات في كرة المضرب بين أبطال حلب ودمشق وأبطال بيروت.
ولأنه السبّاق، نظّم مباريات في المصارعة أجريت في نادي فيصل في برج أبي حيدر عام ١٩٣٩ ومثّل ناديه بطل لبنان الدولي ابراهيم محجوب في وزن خفيف الثقيل.
حبه لكرة القدم، دفعه لتشكيل فريق قوي، وتحت غطاء الإحتراف المستتر، تعاقد مع عدد من اللاعبين الأجانب، ولم يكتف بذلك بل استقدم مدرب مجري إيمري زنغر ليشرف على الفريق، في وقت كانت المجر تعيش نهضة كروية كبيرة.
وللتاريخ فإن خليل حلمي أطلق على فريقه لقب الشياطين الحمر، وجعل ألوانه الأحمر والأسود.
ولم يسبقه على هذه التسمية سوى فريق الرغبي الإنكليزي "سالفورد" عام ١٩٣٠.
في حزيران عام ١٩٣٦ تلقى الاتحاد اللبناني من السيد خليل حلمي عرضاً لاقامة مباراة بين منتخب بيروت وادميرا بطل النمسا ٥ مرات وحامل كأسها مرتين، وقد انتهت هذه المباراة بنتيجة (٨-٢) للضيوف، وبلغ دخلها ١١٦٠.٧٩ ليرة.
في تشرين الاول ١٩٣٦ استقدم حلمي سبور عددا من الفرق العربية والاجنبية اهمها فيرست فيينا الذي هزم منتخب بيروت (٢-٠) و CFR Cluj من رومانيا الذي فاز ايضاً بنتيجة(٦-٢).
في الموسم ١٩٣٧-١٩٣٨ كان حلمي سبور في عداد الدرجة الثانية ففاز ببطولتها ووصل الى نهائي كأس لبنان لكنه اخفق في الفوز في المباراة النهائية الأولى، اذ خسر امام فريق النهضة (٢-٣)، وفي المباراة المعادة التي جرت في ١٩٣٨/٦/٢٦ انتهت بالتعادل (١-١) وحلّ ثانياً في مباراة قادها الحكم الشيخ بيار الجميل.
حلمي سبور كان حلمه أكبر وطموحه لا حدود له، ولما بلغ فريقه الجهوزية الكاملة، عاد ووصل مرتين إلى نهائي كأس لبنان وفاز بهما، الأولى أمام الهومنتمن في موسم ١٩٣٨-١٩٣٩ وفاز يومها (٢-١) وكان قد صعد لتوه الى الدرجة الاولى، والثانية في الموسم التالي ١٩٣٩-١٩٤٠، بتغلبه في النهائي على السكة (٣-٢) على ملعب بلدية بيروت في ١٩٤٠/٦/٢.
يذكر انه لو اقيمت بطولة لبنان عام ١٩٤٠ والتي توقفت بسبب الحرب العالمية لكان حلمي سبور فاز بها حتماً.
حلمي سبور كان يضم نخبة من ابرز نجوم اللعبة في لبنان ومن هؤلاء كان جوزف نلبنديان، عبد الرؤوف قباني، جورج شدرفيان، وديع قدورة، سيف الدين الصيداني، الفرنسيين فلوريس، نوراتان وجان غوت رو وهو طبيب اسنان شغل منصب رئيس نقابة اللاعبين المحترفين في فرنسا اواخر الثلاثينيات، التونسي بوجلال، الايراني صلاح فلاح كابتن الفريق، حيدر برازي، لبيب مجدلاني، البير سليم، محي الدين الجارودي، السوري عبد اللطيف السباهي، الارمني اوبيك، محمد برجاوي، جوزيف عامر، حسن الصيداني، خالد عيتاني وحسن باز.
ورغم وجود عدد كبير من اللاعبين المميزين، لم ينجح هذا الفريق في الفوز بالدوري العام، الذي احتكر القابه ما بين ١٩٣٣ و١٩٤٣ ثلاثة فرق هي: النهضة (٣ مرات)، الجامعة الامريكية (٣ مرات) والسكة الحديد (٣ مرات).