يُعد السير أليكس فيرغسون أحد أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم، حيث قاد مانشستر يونايتد لما يزيد عن ربع قرن من النجاحات، محققًا إنجازات استثنائية وأرقامًا قياسية لا تزال خالدة في ذاكرة عشاق اللعبة.
تميز فيرغسون بقدرته على إدارة الفريق بذكاء، سواء في اتخاذ القرارات التكتيكية أو في إبرام الصفقات، إذ كان أكبر مبلغ دفعه لجلب لاعب هو 30 مليون جنيه إسترليني لضم ديميتار برباتوف، وهو استثمار عزز القوة الهجومية للفريق. كما شهدت مسيرته تحقيق مانشستر يونايتد لأكبر انتصار له في الدوري الإنكليزي الممتاز عام 1995، عندما سحق منافسه إيبسويتش تاون بنتيجة 9-0، مسجلًا رقمًا قياسيًا في ذلك الوقت.
وإذا كانت الألقاب شاهدة على عظمة المدرب الاسكتلندي، فإن الأرقام تعكس مدى استمراريته في القمة، إذ جمع فريقه تحت قيادته 1989 نقطة في الدوري الإنكليزي الممتاز، ليؤكد تفوقه على مدار سنوات طويلة. أما على صعيد الطرائف، فقد أصبح مضغ العلكة علامة مميزة له على خط التماس، حيث يُقال إنه استهلك نحو 2000 قطعة أثناء المباريات.
تميز عهد فيرغسون بالثبات في وجه المتغيرات، ففي الوقت الذي شهد فيه الدوري الإنكليزي الممتاز تعاقب 250 مدربًا على مختلف الفرق، بقي هو القائد الثابت لمانشستر يونايتد، ليصبح أطول المدربين بقاءً في تاريخ المسابقة. كما عاصر تغييرات مستمرة في كبرى الأندية الأوروبية، حيث شهد تعاقب 7 مدربين لليفربول، و18 لتشيلسي، و19 لمانشستر سيتي، و14 لريال مدريد، و14 لبايرن ميونخ، و13 لميلان، و11 لبرشلونة، فيما ظل هو ركيزة مانشستر يونايتد على مدى 27 عامًا.
إن الإرث الذي تركه فيرغسون في عالم كرة القدم يجعل منه رمزًا للنجاح والاستمرارية، وأيقونة تدريبية لا تتكرر، بعدما صنع تاريخًا يصعب مجاراته في عالم المستديرة.