يسجل التاريخ بأن مصطفى دومة، المعروف بلقب "الساحر"، هو أول لاعب عربي وأفريقي يحترف في الدوري الإيطالي لكرة القدم. وُلد دومة في مدينة بنغازي عام 1908، ولعب كرة القدم منذ شبابه مع الإيطاليين المقيمين في المدينة. انطلق مشواره الكروي عام 1926 عندما انضم إلى فريق "سيمبري برونتي" المحلي رفقة شقيقه الأكبر محمد دومة وعدد من اللاعبين الليبيين. موهبته الفريدة ولياقته البدنية العالية جعلت منه نجمًا مبكرًا، حيث تألق في البطولات الودية التي كانت تُقام آنذاك في ظل غياب المسابقات الرسمية بسبب الاحتلال الإيطالي.
عام 1928، انتقل دومة إلى إيطاليا بعد أن ساعده والد اللاعب نيكولوسي في تمويل رحلته إلى صقلية، ليلعب مع فريق كاتانيا في دوري الدرجة الثانية، ليصبح بذلك أول لاعب ليبي وعربي وأفريقي يحترف في الدوري الإيطالي. تألق دومة في مركز الدفاع بفضل قوته وسرعته وتسديداته القوية، وحظي بإعجاب الجماهير الإيطالية التي أطلقت عليه لقب "لاماجيكو" أي "الساحر". خلال مسيرته التي استمرت حتى عام 1932، حصل على جائزة أفضل لاعب في دوري الدرجة الثانية الإيطالي.
بعد عودته إلى بنغازي عام 1932، انضم دومة إلى منتخب المدينة ولعب في عدة فرق محلية، منها فريق "الصابري" و"كويري"، وشارك في تأسيس فريق "الفولقر" الذي أصبح لاحقًا يُعرف باسم "ليبيا". ساهم دومة مع زملائه في تطوير كرة القدم المحلية، وكان له تأثير كبير على الأجيال اللاحقة من اللاعبين الليبيين.
لكن حياة دومة انتهت بشكل مأساوي في عام 1944 عندما قُتل برصاص أحد الجنود أمام السفارة الأميركية في بنغازي بعد أن اعتقد الجندي أنه جندي إيطالي هارب. خبر مقتله انتشر في جميع أنحاء المدينة، حيث بكى عليه الأهالي وشيعوه في جنازة مهيبة إلى مقبرة سيدي اعبيد. تكريمًا لذكراه، أُطلق اسمه على أول فريق كرة قدم تم تأسيسه في تلك الفترة وهو فريق "دومة".
قصة مصطفى دومة لا تزال حاضرة في وجدان أهالي مدينة كاتانيا الإيطالية، حيث تتزين صورته في ميدان كارلو ألبرتو، وتبقى مسيرته علامة فارقة في تاريخ كرة القدم الليبية والعالمية.