1 قراءة دقيقة
الإدارة الرياضية: هوية محلية أم عالمية

الإدارة فن من الفنون الإنسانية توارثها الإنسان جيلا بعد جيل، حيث كان لها ومنذ القدم أهمية لتطور المجتمعات، وكانت مرتبطة بأشخاص أكثر من ارتباطها بمبادئ عامة إلى أن ظهرت حركة الإدارة على أيدي الرواد الأوائل كالاميركي فريديريك تايلور (1856-1915) رائد نظرية الإدارة العلمية والفرنسي هنري فايول (1841-1925) رائد نظرية الإدارة الكلاسيكية  والالماني ماكس فيبر (1864-1920) رائد نظرية البيروقراطية. 

والإدارة الرياضية هي الدافع في تقدم كافة الأنشطة الإنسانية، الإقتصادية، السياسية والإجتماعية. ولان الرياضة ركيزة هامة في بناء مجتمعات سليمة أخذت تتوسع وتتفرع نتيجة الإهتمام المتزايد بها، وخلال هذا التوسع وذلك التفرع كان من الضروري التشبث بالإطار العلمي في تنظيمها وبذلك أصبحت الإدارة أساسا لكل نجاح، فيها تقدم الدول نظرتها الحديثة وقوانينها المتطورة التي تؤدي حتما الى رفع المستوى الرياضي العام.

والادارة الرياضية من خلال التخطيط، التنظيم، القيادة والرقابة هي فن التنسيق بين عناصر العمل هذه والمنتج الرياضي وإخراجه بصورة منظمة وواضحة من اجل تحقيق الاهداف المنشودة. وتتلخص صفات الإدارة الرياضية الفعالة بشمولية العمل وتغطيته كافة المجالات اللوجستية والاهتمام بكل الامور العادية واليومية اضف اليها التجانس بين كل الاقسام واللجان لإخراج العمل ليكون متناسبا مع حجمه ومع النتيجة المرجوة منه مرورا بالنظرة المستقبلية التي يكون عليها بذل جهد كبير لرسم خطط حديثة ووضع استراتيجية ذكية من اجل مواكبة التطور وخلق حافز للجمعيات لتعمل من اجله دون ان ننسى الانفتاح الذي يعتبر مفتاح التقدم والذي يكون عمله الاستماع الى كل الآراء والاطلاع على كل المشاريع ذات الجودة والعمل على تطبيقها واخيرا السهر على صيانة القوانين ومراقبة احترامها من قبل كل الجمعيات الرياضية دون اي استثناء وتوجيهها لضرورة الاحتكام اليها في حال وجود خلافات فيما بينها. كل هذه الاعمال لا يمكن ان تقوم الا من خلال جهاز بشري مؤهل وحاضر عمله التركيز وهدفه النتائج وهو يعنى باسلوب العمل وطريقة تنفيذه والتدقيق في استمرار تطويره وفق ما نصت عليه الرسالة الرياضية السامية. 

لا اريد ان اخوض في رمال اداراتنا الرياضية المتحركة ولكن نظرة سريعة حتى نكتشف واقعها المؤلم وهذا امر طبيعي طالما فكرة المحاصصة هي السائدة وتوزيع المناصب يكون عادة جائزة ترضية لهذا الزعيم أو ذاك، ومع هذا نحلم باليوم الذي ستقوم فيه هذه الجمعيات من سباتها العميق فتنفض عنها غبار التبعية وتعمل من أجل رياضة لبنانية صحيحة ترفع اسم بلدنا على منصات التتويج. 

واخيرا لا يجوز ان نغض الطرف او نتساهل حول اهمية تداول السلطة وما لها من منافع وعلى كافة الاصعدة. من هنا يتوجب على الدولة فتح المجال امام الكوادر المتخصصة فتقوم بتأهيلها وتدريبها وتنميتها من اجل استثمارها في خدمة الرياضة والرياضيين، كما يتوجب على الدولة ايجاد دعم مادي كافي وتشريعات تصون هذا العمل وتضمن استمراريته.

عبدو شربل