نادي الحكمة الذي تأسس عام 1943 والذي نشط بلعبة كرة القدم بين الدرجتين الأولى والثانية، وكافح من أجل إثبات نفسه بين الكبار، وكان قاب قوسين أو أدنى من الفوز ببطولتها موسم 2002/2001، جاءت رياح اللعبة الشعبية آنذاك عكس ما تشتهي سفن الإدارة الحكماوية، وشعرت وقتها أن مصير هذه اللعبة لن يكون على ما يرام، وأن هنالك إستحالة في تقويم الإعوجاج الحاصل.
أخذ الرئيس التاريخي للأخضر المرحوم أنطوان الشويري قراره ونقل إهتمامه الى لعبة منسية موسمية، لا يعرفها الجمهور الرياضي ولا يتلهف لها، فأنتشلها من القاع وأصبحت كرة السلة بين ليلة وضحاها على كل شفة ولسان، وأصبح نادي الحكمة عنوانًا للإنجازات، فلم يكتف بالبطولات المحلية بل طرق الأبواب العربية، الآسيوية وكان ندًا للأندية العالمية وأصبح الأخضر علامة فارقة ونادرة وجمهوره فاكهة كل الملاعب.
عرف الحكمة ظروفًا صعبةً وظل جمهوره وفيّ، مرّ على كرسي رئاسته العديد من الأسماء الطنانة الرنانة عملت وسهرت لكنها لم تستطع إعادة وهج الحكمة وظل جمهوره مخلصًا، حتى مع إبتعاده عن المنافسة ودخوله مرات عدة النفق المظلم، كان جمهوره ذلك الشعاع الذي أضاء لياليه السوداء، فلم يتخلّ عنه وظل ملتزمًا "حاطط إيدو عا قلبه ويصرخ حكمة"، متأملًا أن ينكسر ذلك القيد وينجلي الليل الذي طال، حتى في الظلمات الدامسة ظلٌ الجمهور وراء فريقه، كأني به زواج ماروني جمعه حب أبدي سرمدي، في السرّاء والضرّاء لا تفرقهم أي خسارة، عشرون عامًا والحكمة بعيد عن بطولة لبنان، وجمهوره لا يكلّ ولايملّ، صغارًا كانوا أيام العزّ، وها هم اليوم يملؤن الملعب شغفًا وعشقًا لا حدود لهما.
أذكر في واحدة من مقابلاتي مع الرئيس التاريخي المرحوم أنطوان الشويري في المقر القديم لنادي الحكمة سألته عن مستقبل النادي، كان جوابه الحكمة عمره من عمر لبنان وطالما لبنان باقٍ الحكمة باقٍ.
وانا أقول لك، "أن ما زرعته اينع ويا President نام مرتاح البال، الحكمة مع هيك جمهور بأحسن حال".
عبدو شربل