1 قراءة دقيقة
لعبة الفقراء التي سرقها الأغنياء

نشأت كرة القدم في شوارع الأحياء الشعبية، حيث كان يلعبها الأطفال من مختلف الطبقات الاجتماعية دون الحاجة إلى معدات أو مرافق باهظة الثمن، ولطالما كانت هذه الملاعب حاضنةً لأحلام الشباب، وبوابةً لعبورهم نحو عالم الاحتراف. حيث أضحت هذه الملاعب بيئةً خصبةً لتنمية المواهب واكتشاف النجوم، وأتاحت للاعبين الشباب فرصةً لتطوير مهاراتهم وصقل مواهبهم في بيئةٍ تنافسيةٍ حرة.

 ولكن مع الأيام تحولت هذه اللعبة إلى صناعة ضخمة تدرّ أرباحًا هائلة من خلال حقوق البث التلفزيوني، وعقود الرعاية، وبيع التذاكر، والملابس الرياضية، الأمر الذي أدى الى سيطرة الشركات الكبرى على اللعبة وإلى ارتفاع تكلفة المشاركة فيها، حيث أصبحت الأندية بحاجة إلى ضخّ الأموال لجذب اللاعبين الموهوبين وبناء مرافق حديثة.

ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن ننسى "تشفير" النقل المباشر الذي أدى إلى حرمان عددًا كبيرًا من الناس من متابعة أحداث هذه اللعبة التي أصبحت مشاهدتها حكرًا على الميسورين والأغنياء، وتحولت بقدرتهم من اللعبة الشعبية الجماهيرية إلى لعبة المرفهين، المترفين، المدللين والمتنعمين.

من هنا أصبح من الصعب على الأطفال من الطبقات الفقيرة متابعة نجوم اللعبة ليتعلموا منهم التقنيات وليكتسبوا منهم الخبرات بسبب عدم قدرتهم على مشاهدتها.

أعيدوا إلينا ألعابنا الرياضية كافة، دعونا نعيش الإثارة، الفرح والحزن. دعونا نعيش الإنتصار لحظة حدوثه، دعونا نبكي مع خيبات أبطالنا، دعونا نشعر بالبسمة وبالدمعة، دعونا نقف معهم على منصات المجد، بالله عليكم أعيدوا إلينا رياضيينا وادخلوهم إلى منازلنا ليعيدوا الحياة إليها.

عبدو شربل