تشكّل رسالة اللجنة الأولمبية الدولية إلى نظيرتها اللبنانية وما تضمنته من تحذيرات واضحة إشارة جلية إلى حجم القلق المتزايد من محاولات التدخل السياسي في الشأن الرياضي، ومحاولة تطويعه لصالح أجندات لا تمت بصلة إلى مبادئ العمل الأولمبي.
الرسالة لم تكن تقنية أو إجرائية بحتة، بل جاءت لتكرّس مبدأ أساسياً من مبادئ الميثاق الأولمبي: استقلالية الحركة الرياضية عن أي تأثير حكومي مباشر أو غير مباشر. عندما تُذكر المواد 27.5، 27.6، و27.9 من الميثاق، فذلك ليس مجرد تذكير، بل إنذار بأن أي خرق قد يؤدي إلى عقوبات فعلية قد تصل إلى تجميد عضوية لبنان أو منعه من المشاركة في الاستحقاقات الدولية.
التأكيد على المواعيد الانتخابية، وانضمام اتحادات جديدة، واستمرار عمل اللجنة التنفيذية الحالية حتى الانتخابات، هي رسائل هدفها تثبيت مسار واضح للشرعية، ومنع أي فراغ أو تعطيل قد يُستغل لإحداث فوضى أو انقسام.
لبّ الرسالة الأولمبية هو دعوة للالتزام، لا للصدام، وللشراكة في بناء رياضة لبنانية مستقلة، لا لأسرها في زواريب السياسة. المطلوب من جميع الأطراف اليوم أن تتصرف بمسؤولية، لأن مستقبل الرياضة اللبنانية ليس مجالاً للتجربة أو المساومة.
الرسالة وُجّهت للجميع: رياضيين، إداريين، وحكومة. فهل من يسمع قبل أن يدفع الرياضي اللبناني الثمن من جديد؟.
عبدو شربل